النجاح الحقيقي في الحياة هو ما كان شموليا يشمل جميع نواحي الحياة و أركانها و جوانبها الخمسة ..
١ - الجانب الروحاني :
و يشتمل على علاقتك بالله و الإيمان به و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و بالقضاء و القدر خيره وشره و كل الأعمال الصالحة و كل المعتقدات والقيم و المبادئ وفق رضا الله تعالى..
٢ - الجانب الشخصي :
و يشتمل على شخصيتك و عائلتك و علاقاتك الشخصية و المجتمع من حولك و الترفيه والتعليم و السفر والإجازات.. الخ
٣ - الجانب العملي او المهني :
و هو متعلق بحياتك المهنية و قدرتك على التعلم من أجل مستقبلك و حياتك العملية و تميزك المهني و علاقاتك في إطار العمل
٤ - الجانب المالي او المادي :
و يتضمن دخلك المالي و استثمارات و مدخراتك و الاستقرار المالي و صولا للحرية المالية
٥ - الجانب الصحي :
و يشتمل على كل ما يتعلق بصحتك و صحة عائلتك والنظام الغذائي و العادات الغذائية المتبعة
بتوازنك و محافظتك على هذه الجوانب الخمسة ستكون سعيدا و مستمتعا بحياتك
قد تنجح في صناعتك و قد تنجح في تجارتك في وظيفتك و في التمتع بالحياة و في كسب الأموال.. لكن النجاح الحقيقي ان تنجح مع ربك اولا ثم مع بقية الجوانب الاخرى للحياة..
مسافة كبيرة جدا بين ان تكون مؤمنا بالله مطمئنا سعيدا موفقا ناجحا و في سعادة كبيرة و بين أن تكون شاردا عن الله.. فالذكاء والعقل و التفوق و التوفيق ان تعرف الله..
ذكر ابن القيم في طريق الهجرتين هذا الأثر فقال: وقد جاء في بعض الآثار:
يقول تعالى: ابن آدم خلقتك لنفسي، وخلقت كل شيء لك، فبحقي عليك لا تشتغل بما خلقته لك عما خلقتك له. وفي أثر آخر يقول تعالى:
ابن آدم، خلقتك لنفسي فلا تلعب، وتكلفت برزقك فلا تتعب، ابن آدم اطلبني تجدني، فإن وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء. وذكرهما كذلك المناوي في فيض القدير.
و في القرآن الكريم يقول الله عز و جل في سورة العصر
((وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)))
فالنجاج لا يكون فرديا بل نجاحا شموليا في كافة جوانب الحياة و لا يسمى الإنسان ناجحا الا اذا نجح في الخمس المحطات الأساسية.. في معرفة الله و طاعته و عبادته و الإقبال عليه و نجح مع أهله وأولاده نجح مع مجتمعه و نجح في عمله و نجح في صحته خمس محطات.. واي خلل في واحدة منها ينسحب على الأربعة.. النجاح ليس جزئيا.. نجح فلان بكسب المال لكنه أهمل أولاده و شقى بهلاك أولاده فنجاح الإنسان في جانب لا يعد نجاحا الا اذا كان شموليا نجاح مع الله و نجاح مع الاهل و الاولاد و نجاح في العمل و نجاح مع المجتمع و نجاح في صحته ََ هذه اشياء متكاملة..
الشيئ الآخر ما دام الإنسان حريص على النجاح فلماذا يشقى .. يشقى لسوء فهمه للنجاح.. دقق في هذه الآية ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون انهم يحسنون صنعا)
حدد اهدافك
لن تسطيع الوصول إلى النجاح اذا لم تحدد اهدافك في الحياة و تخطط لتعاملاتك و تقيم انجازاتك اليومية و القليل منا من يفعلها ويضع لنفسه اهداف وخطط مكتوبة و يقيم إنجازاته في الحياة؛ و كثيرون هم من يعيشون الحياة تائهين وضائعين ليس لهم رؤية او هدف او مهام محدده و حياتهم تسير إلى غير الاتجاه الذي يريدون فينظرون إلى سنين عمرهم السابقة فلا يشعرون انهم قد حققوا فيها ما كانوا يطمحون اليه..
يقول الله عز و جل في محكم كتابه ( و لتنظر نفس ما قدمت لغد) صدق الله العظيم
هنا يحثنا الله عز وجل و يؤكد لنا ضرورة التخطيط للمستقبل و اعداد العدة لذلك.
أهمية و ضع الأهداف و الخطط :
1 - تعزز الثقة بنفسك :
تتزايد ثقتك بنفسك و بشكل اكبر عندما تضع خطتك و تكتب اهدافك فتتحكم بأمورك و تعاملاتك و بالتالي تؤهلك لتحقيق نتائج افضل و تتحقق اهدافك بكفاءة عالية
2 - التحكم في ذاتك :
سيشعر الشخص انه متحكم اكثر بمصيره وحياته اذا وضع له اهداف وخطط و اضحة و برنامج متكامل للوصول إلى أهدافه.. ويكون لديه القدرة و القوة كي يبادر و يتغلب على المعوقات التي تواجهه و يكون قادر على رؤية خفايا الأمور و صغائرها
3- إدارة وقتك بشكل أفضل :
عندما يكون لديك برنامج اهداف منظم و متكامل سيكون لديك قدرة اكبر لاستغلال الوقت و ترتيب الأولويات و تدير وقتك بشكل أفضل و متزن و تصل لنتائج مبهرة و إنجازات عظيمة
4- إحترام الذات و رقيها :
قيمة الشخص تتوقف على ما حققه من أهداف وانجازات و يخطو نحو سلم التميز والرقي.
5 - الاستمتاع بالحياة :
سعادتك و شعورك بالرضا تكمن في تحقيقك لأهدافك و انجازاتك..
فخططك المنظمة و المتزنه لحياتك سيجعلك اكثر تركيزها و استمتاعا بمستقبلك
أنواع الأهداف :
الأهداف من حيث مدتها يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أنواع
النوع الأول : الأهداف قصيرة المدى
أهداف يومية
و هي عبارة عن خطوات صغيرة خلال اليوم الواحد ( كالتخطيط لاجتماع قادم - النزول الميداني و عمل تقرير يومي - تحصيل مبلغ مالي.. الخ )
لذا فوضع مخطط يومي سيشجعك على القيام بكل تلك الأهداف بشكل منتظم بعيدا عن العشوائية و الارتباك و ضغط العمل
أهداف أسبوعية
أهداف تستمر لأسبوع كعمل بحث او مشروع تخرج او القيام برحلة او حضور دورة او ورشة عمل أو قراءة كتاب خلال أسبوع مثلا..
أهداف شهرية
مثلا.. العمل لتحقيق هدف شهري او تعلم لغة معينة أو الإنضباط على عادة معينة
النوع الثاني : أهداف متوسطة المدى
أهداف سنوية
وهذه الأهداف تكون متوسطة المدى يمكن للشخص أن يحققه في أقل مدة و هي سنة كحد أدنى إلى خمس سنوات كالحصول على شهادة دراسية. أو تأسيس مقاولة او تغيير سيارة او تجهيز منزل مثلا.
النوع الثالث : أهداف طويلة أو بعيدة المدى
الأهداف طويلة المدى كغيرها من الأهداف تحتاج تخطيط مسبق ، بل أكثر من ذلك يجب أولا تحديد هذا الهدف ودراسته من جميع الجوانب والتأكد من واقعيته. وكذا تحديد الخطوات بحيث أن كل هدف كبير يجب أن يتم تقسيمه إلى خطوات صغيرة لكي يصبح أكثر قابلية للتحقق وانجاز الأولى منها ثم الثانية، وسيحفزه ذلك على الوصول إلى الهدف الأساسي
و الأهداف طويلة المدى قد تتعلق بحياتك كلها و ترسم لك طريقك في الحياة و علاقاتك بخالقك و من حولك و مجتمعك
كيفية تحديد الأهداف
هناك مبادئ و معايير لتحديد الأهداف.. نوضحها في ما يلي :
المعيار الأول : يجب أن يكون الهدف و اقعي و قابل للتحقق
المعيار الثاني : يجب أن يكون الهدف واضحا و جليا و محدد بدقة بحيث لا يضيع الوقت والجهد
المعيار الثالث : الرغبة القوية و المشتعلة لتحقيق الهدف .
المعيار الرابع : أن تعيش الهدف بادق التفاصيل.. و أحياء صورة واقعية له بما يعمق من تركيز هذا الهدف في عقلك الباطن فيعطيك قوة وحماس و دافعية اكبر لتحقيقه.
المعيار الخامس : يجب أن يكون الهدف مكتوب و مدون.. فحينما تمسك القلم بيديك تكون قد استحضرت عاملين مهمين من القوة الانسانية أحدهما البدني حيث تمسك بالقلم و تحرك يدك والآخر العقلي حيث تفكيرك يضل مشغول بالهدف يكتبه ويقرأه والصوت القادم من عقلك الباطن يكون دائم التكرار للهدف المكتوب .. فقد اقسم الله بالقلم.. يقول سبحانه و تعالى (( ن و القلم و ما يسيطرون))
المعيار السادس : اتخاذ القرار الواعي لتحقيق الهدف و لكي يصبح واقعا تعيشه و تلمسه و يعيشه معك الآخرين واقعا ملموسا
المعيار السابع : تحديد إطار زمني لتحقيق الهدف مبنى على اسس واقعية و متناسب مع قدراتك و طاقاتك
المعيار الثامن : حدد ادواتك و ما تملك من إمكانيات و أدوات في سبيل تحقيق هدفك
المعيار التاسع : ادرس المعوقات و الصعوبات التي قد تواجهك و استعد لها
المعيار العاشر : الشروع في العمل و ابدأ الخطوة الأولى و تقدم
المعيار الحادي عشر : قيم هدفك و خطتك في سبيل تحقيقه بأقل جهد وأقل تكلفة .. فقبل ان تمضي في طريقك لتحقيق الهدف اسأل و استشر ذوي الخبرة و تزود بمعلومات و خبرات كافية تعينك على الطريق..
المعيار الثاني عشر : الاصرار و الإلتزام على تحقيق الهدف
مراحل الوصول للاهداف
1 - تدوين الأهداف
اهدافك المدونه و هي ماثلة أمام عينيك رددها بصوت عال.. فرؤية اهدافك و ترديدها يضمنان لك ثبات وتأكيد هذه الأهداف في ذهنك
2 - التفكير في الهدف
يجب أن تتكون لديك صورة و اضحة لهدفك في ذهنك
تخيل لعدة مرات في يومك انك حققت هدفك إلى أن يصبح حقيقة واقعة و ملموسة
3 - ترسيخ النظرة الإيجابية لتحقيق الهدف
فالإيجابية من شأنها ترسيخ هدفك و حلمك في العقل الباطن و في العقل الحاضر كان تقول ( سأفعلها - لا مستحيلا و انا مقتدر عليها - انا قادر على تحقيق هدفي - انا قوي و قادر على فعلها - انا مؤمن بقدراتي على النجاح)
4 -وضع خطة عمل
- فخطة العمل هي إعداد أهداف مُصغرة أو تقسيم الهدف الأكبر إلى خطوات أصغر، مما يجعل الهدف أقل صعوبة وأكثر قابلية للتحقيق، ويجب أن يحدد الشخص ما يريد تحقيقه في كل خطوة.
5 - تصنيف الأهداف إلى اهداف قصيرة المدى و متوسطة المدى و طويلة الاجل وو ضع و قتا زمنيا لتحقيق كل هدف
6 - تحمل المسؤولية في سبيل تحقيق الهدف
يجب أن تكون قادرا على دفع تكاليف تحقيق الهدف و مواجهة الصعوبات و المعوقات و تذليلها
7 - البدء في التنفيذ
الشروع في العمل و البدأ بالخطوة الأولى ثم التي تليها و حتى تصل لهدفك و غايتك
8 - تقييم الأداء
اعمل على تقييم اهدافك باستمرار و يجب أن تكون خطة التنفيذ مرنه و قابلة للتعديل و التغيير و وفقا لما يطرأ من مستجدات
تعليقات
إرسال تعليق